والضلال، فكل نفس قد جاءت ومعها سائق وشهيد.. أما النفس المؤمنة الصالحة، فتزفّ إلى الجنة، فى حفاوة وتكريم.. وأما النفس المجرمة الفاجرة فإنها تدفع دفعا، وتلقى إلقاء فى جهنم، كما يلقى الحطب فى النار..
وقوله تعالى:
«مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ» هو من حيثيات هذا الحكم الذي حكم به على أهل الكفر والضلال.. فالكفر هو الذي أورد أهله هذا المورد الوبيل، والكفر هو الذي قاد صاحبه إلى العناد والشرود عن الحق، وهو الذي جعل بينه وبين الخير هذه العداوة المستحكمة، التي تجعله يكره وجه الخير، فيلقاه محاربا له فى نفسه، وفى الناس.. والكفر هو الذي جعله حربا على الآمنين والمسالمين، يبادئهم بالعدوان بغير جريرة منهم إليه..
ثم يقوم على هذه المآثم كلها، هذا الإثم الغليظ، وهو الشرك بالله..
وقوله تعالى:
«فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ» تأكيد للحكم: «ألقيا فى جهنم» الذي ووجه به الكافر قبل أن يستمع إلى حيثيات الحكم، ثم إذا استمع إلى تلك الحيثيات، جاء الحكم فى صورة أشدّ هولا، وأسوأ عاقبة.. إنه ينزل من جهنم فى أسوأ منازلها، وأشدّها عذابا..