كاشف عن حال هؤلاء المشركين مع تلك التجربة، وأنهم سينكثون هذا العهد الذي عاهدوا الله عليه، لو أنه كشف عنهم العذاب..
وفى قوله تعالى:«إِنَّكُمْ عائِدُونَ» .. هو إشارة إلى أنهم كانوا أثناء تلك المحنة قد اتجهوا إلى الله، وأخذوا طريقهم إلى الإيمان به، فلما كشف الضرّ عنهم عادوا إلى ما كانوا عليه من الكفر، وانسحبوا من هذا الطريق الذي وضعوا أقدامهم عليه.. وهكذا شأن أهل الضلال، إذا مسّهم الضر دعوا الله مخلصين له الدين، فإذا كشف الضرّ عنهم تولوا عنه معرضين..
وقوله تعالى:«يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ» أي إننا منتقمون منكم أيها الضالون الناكثون للعهد، وذلك يوم نبطش بكم البطشة الكبرى، وهذه البطشة الكبرى هى يوم بدر، حيث قتل من رءوس المشركين وسادتهم سبعون قتيلا، وأسر منهم سبعون مقاتلا..!
الآيات:(١٧- ٣٣) [سورة الدخان (٤٤) : الآيات ١٧ الى ٣٣]