للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآيتان: (٧٢- ٧٣) [سورة الأحزاب (٣٣) : الآيات ٧٢ الى ٧٣]

إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (٧٢) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (٧٣)

التفسير:

(الأمانة التي جملها الإنسان.. ما هى؟) بهاتين الآيتين تختم السورة.. وبين بدء السورة وختامها تلاق وتجاوب، بحيث يرى وجه أحدهما في الآخر، كما يرى الشيء وصورته في مرآة مجلوّة..

ففى بدء السورة جاء قوله تعالى: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ..» وفي ختامها جاء قوله تعالى: «لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ، وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ» ففى تحذير النبىّ من الكافرين والمنافقين، حراسة له ولكل من اتبع سبيله- من هذا الخطر الداهم، وهذا البلاء النازل من موالاة الكافرين والمنافقين أو مهادنتهم..

وبعد بدء السورة بقليل جاء قوله تعالى: «ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ» وقبل ختام السورة بقليل جاء قوله تعالى: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ» ففى قوله تعالى: «ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ» - إشارة إلى أنه كما لا يجتمع في الجوف قلبان، يبطل كل منهما عمل الآخر، كذلك لا يجتمع

<<  <  ج: ص:  >  >>