جاء فى سورة «الصف» السابقة على هذه السورة، قوله تعالى:«وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ» .. ثم جاء فى سورة «الجمعة» : هذه قوله تعالى: «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ» .. فكان ذلك تصديقا لهذه البشرى، وتحقيقا لما أخبر به المسيح، من مجىء رسول من بعده اسمه أحمد.. فهذا الرسول، هو هذا النبي الذي بعثه الله فى الأميين، وهو محمد صلوات الله وسلامه عليه- فناسب ذلك أن تجىء سورة «الجمعة» على هذا الترتيب فى المصحف، آخذة مكانها بعد سورة «الصف» .. وفى هذا شاهد من شواهد كثيرة، تقطع بأن ترتيب السور فى المصحف، توفيقى من عند الله، أشبه بترتيب الآيات فى السور..