التفسير: المشاهد التي عرضتها الآيات السابقة، لقدرة الله وحكمته، من شأنها أن تذكى وقدة الإيمان فى النفوس، وتفتح القلوب إلى الخير، وتهيئها لاستقبال دعوات الحق وتقبلها.. وإن النصح فى تلك الحال لأشبه بالضرب على الحديد وهو ساخن! وهذا ما نجده فى تلك الآية الكريمة من الدعوة إلى البر والإحسان، بعد تلك الآيات الكريمة، التي كانت معرضا مثيرا لجلال الله وقدرته وحكمته، حيث تهتاج لها المشاعر، وتخفق القلوب!.
فهذا مثل للخير يربو وينمو فى مغارس الحق والخير، كما يربو العمل وينمو فى مناهج الحق والخير، وكما يربو الإيمان وينمو فى طريق الهداية والعلم! فالذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله، أي فى كل وجه من وجوه الخير والحق، إذ سبيل الله كلها حق، وكلها خير- هؤلاء إنما يجنون ثمرة هذا الغرس الذي غرسوه فى سبيل الله.. أضعافا مضاعفة، كما يزرع الزارع حبة فى أرض طيبة فتنبت سبع سنابل، تحمل كل سنبلة مئة حبة! هكذا الحبة تعطى سبع مئة حبة، والحسنة تجازى بسبع مئة حسنة «وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ