للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقاد.. وأما الآخر فعاقل رشيد، حكيم، يرتاد مواقع الخير، ويلقى بشباكه فيها، فتجيئه ملأى بكل طيب كريم. إنه على طريق مستقيم، لا تزلّ قدمه، ولا تتعثر خطاه، ولا يظل به الطريق! فهل يستوى الرجلان! وهل هما فى ميزان الحياة، وفى تقدير العقلاء، على سواء؟ ذلك ما لا يقول به عاقل، ولا ينزل على حكمه إلا أحمق سفيه! قوله تعالى: «وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» .

ذلك هو ما يؤدّى إليه النظر فى هذين المثلين.. وهو أن الله سبحانه وتعالى هو المتفرد وحده بجلاله، وقيّومته على هذا الوجود.. لا يماثله شىء من خلقه، ولا يوازن به كائن من مخلوقاته.. فله- سبحانه- غيب السموات والأرض.. يعلم ما تكسب كل نفس، وسيوفّى كل إنسان جزاء ما عمل..

وذلك فى يوم الحساب والجزاء، يوم يقوم الناس لرب العالمين..

وهذا اليوم، ليس ببعيد.. لا يحتاج مع قدرة الله إلى معاناة وجهد..

فما هو إلا أن يأذن الله به، فإذا هو واقع فى لمحة كلمحة البصر، أو أقرب..

«إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» .

الآيات: (٧٨- ٨٣) [سورة النحل (١٦) : الآيات ٧٨ الى ٨٣]

وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٧٨) أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٧٩) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (٨٠) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (٨١) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٨٢)

يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ (٨٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>