وإذا كان من تمام إيمان المؤمن أن يتلقى أوامر الله وأحكامه بالتسليم.
وأن يتقبلها بالرضا والحمد- فإنه من غير المستطاع أن يمنع المؤمن مثل هذه الخواطر من أن تطوف بعقله حينا بعد حين، وأن تتصاعد منها أدخنة وغيوم، قد تنحسر مريعا، أو تتلبث وتتسكع قليلا أو كثيرا.. بل إنه- والأمر كذلك- لمن الخير أنه يواجه الإنسان هذه الخواطر، وأن يقّلبها بين يديه، حتى يعرف مصادرها ومواردها، فإنها كثيرا ما تكون مداخل لخداع الشيطان وضلالاته.
وهذا ما سنعرض له فى بحث خاص.. إن شاء الله.
الآيات:(١٢٢- ١٢٣- ١٢٤) [سورة النساء (٤) : الآيات ١٢٢ الى ١٢٤]
التفسير: الفريق الآخر المقابل لأولياء الشيطان، هم المؤمنون، أولياء الله، الذين أعطوا هذه الولاية حقها، فامتثلوا أوامر ربهم، واجتنبوا نواهيه..
وإذا كان أولياء الشيطان مأواهم جهنم، فإن أولياء الله مأواهم الجنة، خالدين فيها أبدا..
فذلك وعد الله لهم، فيما أخبرهم به من كلماته على لسان رسله.. «ومن أصدق من الله قيلا» - أي قولا- وحاش لله أن يخلف وعده، فإن خلف الوعد لا يكون إلا عن عجز وضعف، وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.