ختمت سورة الدخان بقوله تعالى:«فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ» .. وقد قلنا إن هذا الختام هو دعوة إلى النبي أن ينتظر ما ستأتى به الأيام من قومه، ولن ييأس منهم..
كما أن هذا الختام هو دعوة للمشركين أن يأخذوا حظّهم من هذه الرحمة المنزلة عليهم من السماء، والتي يسر الله سبحانه وتعالى مواردهم إليها، فجعل القرآن بلسان عربى مبين، ولو كان بغير اللسان العربي، لما كان لهم سبيل إليه..
وهنا تبدأ «سورة الجاثية» بالحديث عن هذا القرآن، وأنه كتاب منزّل من الله العزيز الحكيم.. ثم تعرض الآيات بعد هذا بعض ما اشتمل عليه هذا القرآن من هدى، ونور.. فكان هذا البدء متلاقيا مع ختام السورة قبلها، معانقا له.