عروس القرآن نزولها: مدينة عدد آياتها: ثمان وسبعون آية
[مناسبتها لما قبلها]
بين سورة «الرحمن» هذه، والسورة التي قبلها «القمر» - أكثر من مناسبة:
فأولا: ختمت سورة «القمر» بهذه الآية: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ» .. ومن صفات المليك المقتدر، الرحمة، لا الجبروت، شأن المالكين المقتدرين، وبهذه الرحمة التي وسعت كل شىء أرسل الرسل يدعون عباده إليه، ويطبّون للآفات والعلل التي أوردتهم موارد الضلال.. فاستجاب كثير منهم، ووجد السلامة والعافية فى هذه الرحمة المرسلة من الله سبحانه على يد رسله.. فكان بدء سورة «الرحمن» بهذا الاسم الكريم موصولا بختام سورة «القمر» ، جاعلا منهما سورة واحدة..
وثانيا: النظم الذي جاءت عليه سورة «القمر» ، يشابه النظم الذي جاءت عليه سورة «الرحمن» ، من حيث تكرار بعض المقاطع مرات متعددة..
فقد كرو فى سورة «القمر» قوله تعالى: «فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ» أربع مرات، وكذلك قوله تعالى:«وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ» .. كرر أربع مرات أيضا..
وفى سورة «الرحمن» كرر قوله تعالى «فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ» إحدى وثلاثين مرة!