ختمت سورة «الجن» بهذا العرض الذي يكشف عن مقام رسل الله عند ربهم، وأنهم وحدهم من بين البشر، هم الذين اختارهم لرسالته إلى عباده، ولما يطلعهم عليه من الغيب المتصل برسالاتهم، وببعض الأحداث التي تقع لهم على طريق هذه الرسالات..
والنبي صلوات الله وسلامه عليه، واحد من هؤلاء الرسل الكرام، الذين اختارهم الله سبحانه لتبليغ رسالاته إلى الناس، ولما يوحى إليهم به من آياته التي لا يعلمها إلا هو..
فناسب ذلك أن تجىء سورة «المزمل» تالية سورة «الجن» وفيها هذا النداء الكريم من الله سبحانه وتعالى إلى رسوله، وقد آذنه بأنه قد اختير من الله سبحانه ليكون رسولا، وليتلقّى آيات الله الموحى بها إليه من ربه، وأنها من الغيب الذي سيطلعه الله عليه..