قوله تعالى:«وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ» - أي ومن يعرض عن الاستجابة لدعوة الله، والإنفاق فى سبيل الله، فقد ظلم نفسه، وأوردها موارد السوء، وأغلق بيديه هذا الباب الذي فتحه الله له، ليدخل فى رحمته، وينزل منازل رضوانه.. أما الله سبحانه وتعالى، فهو الغنى الذي بيده خزائن السموات والأرض، وما دعوته سبحانه وتعالى، لعباده أن ينفقوا مما أعطاهم، إلا فضلا من فضله عليهم، وإحسانا من إحسانه إليهم إذ أفسح لهم المجال للإنفاق على الفقراء والمساكين، الذين لو شاء الله سبحانه لأغناهم، ولسدّ الطريق على المنفقين عليهم، ولحرمهم ثواب هذا العمل المبرور.
وفى وصفه سبحانه بأنه «الحميد» بعد وصفه جل شأنه بأنه «الغنى» - فى هذا إشارة إلى أنه سبحانه هو المستحق للحمد وحده. على السراء والضراء، وعلى الغنى والفقر، وأنه سبحانه- هو الغنى الذي لا تنفد خزائنه- لم يفقر الفقراء ويحرم المحرومين إلا لحكمة وتقدير، وما كان من حكمة الله وتقديره فلا يستقبله المؤمن إلا بالحمد والرضا.
الآيات:(٢٥- ٢٩) [سورة الحديد (٥٧) : الآيات ٢٥ الى ٢٩]