الجو، تحشر إليه- بقدرة الله- من كل صوب،. وكأنها بعض جنوده من البشر تسبّح الله معه، وتردد ما يسبح به..
ثم يقول سبحانه:«وَشَدَدْنا مُلْكَهُ» أي أعطيناه ملكا، وثبتنا له قواعده، «وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ» أي إلى جانب هذا الملك المتمكن، آتيناه نبوة، وعلما، تتكشف له بهما موارد الأمور ومصادرها، فيقيمها على ميزان العدل والإحسان.. ثم يقع لداود النبي- وهو قائم على سياسة هذا الملك الذي بين يديه- يقع له ابتلاء، فيهتز ميزان العدل فى يده، ويجد لهذا نحسة فى ضميره، فيرجع إلى الله تائبا مستغفرا، فيلقى من ربه قبولا ومغفرة، ويكسى حلل الرضا والإحسان، فيقول سبحانه:«فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ»
وهكذا يفعل الله لعباده المؤمنين.. يبتليهم، ثم يعافيهم، ليريهم مواقع رحمته بهم، وإحسانه إليهم، فيزدادون حمدا له، وقربا منه..