لم يظلمهم، بل وفّاهم جزاء أعمالهم، ولم يظلموا مثقال ذرة، لأن الذي قضى بهذا الحكم فيهم، هو الله، والله لا يقضى إلا بالحق..
قوله تعالى:
«وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ» أي أن هؤلاء الذين يعبدهم المشركون من دون الله، لا يقضون بشىء، أي لا يحكمون بحق أو باطل..
لأن الذي يحكم، هو الذي يملك، وهم- أيّا كانوا- لا يملكون من الأمر شيئا «وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ»(١٩: الانفطار) وقوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» أي إن الله سبحانه، إذ يقضى فإنما يقضى عن علم..
وإذ كان السمع والبصر، هما المصدران لكل علم ومعرفة يحصّلها الإنسان، فإن الله سبحانه وتعالى هو «السميع» الذي إليه يرجع كل مسموع.. «البصير» الذي يردّ إليه كل ما يبصر.
الآيات:(٢١- ٢٧) [سورة غافر (٤٠) : الآيات ٢١ الى ٢٧]