التفسير: ذلك هو حسن المآب الذي أعده الله لعباده المتقين.. جاءت هذه الآية الكريمة شارحة له، بهذا الإعلان لذى أمر الله نبيه الكريم أن يؤذّن به فى الناس، وأن يلفت إليه أولئك الذين غلبتهم شهواتهم، فأذهبوا طيباتهم فى حياتهم الدنيا، ولم يستبقوا شيئا للآخرة.
وفى قوله سبحانه:«بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ» إشارة إلى أن تلك الشهوات التي زينت للناس من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث- ليست شرا فى ذاتها، وإنما فيها خير لمن أخذ منها باعتدال وقصد- كما قلنا- ولكن مع هذا فهناك ما هو خير من هذا الخير، وهو ما أعدّه الله للمتقين فى الدار الآخرة من جنات تجرى من تحتها الأنهار، وأزواج مطهرة.. وفوق هذا كله رضوان الله، الذي يفيض الخير كله على أهل الرضا.. جعلنا الله سبحانه وتعالى منهم، بفضله وكرمه..
هذا، والملاحظ أن الله سبحانه عوّض المتقين فى الآخرة عن متع الدنيا وشهواتها، جنات تجرى من تحتها الأنهار، وأزواجا مطهرة.. ولم يكن فيما عوضهم به الذهب والفضة، ولا الخيل المسوّمة والأنعام، ولا البنين..
فكيف هذا؟
والجواب: أنه لا حاجة إلى ذهب وفضة فى الدار الآخرة، وفى جنات النعيم، حيث كل شىء حاضر عتيد لأهل الجنة «لَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ»
. فلا بيع ولا شراء هناك.
وكذلك المراكب من الخيل المسومة والأنعام.. إن شاء الإنسان وجدها