ولعل هذا، هو السر في اختيار هاتين القصتين هنا، من بين قصص الأنبياء التي جاء بها القرآن الكريم، إذ كان في قصة نوح هلاك ونجاة معا، هلاك للكافرين ونجاة للمؤمنين.. ثم كان قصة في إبراهيم بلاغ مبين، هو غاية ما يطلب من رسول الله إلى عباد الله..
وقد رأينا أنه في الدور الأول للدعوة الإسلامية، قد نجا النبي ومن معه، وهلك مشركو قريش ومن معهم.. ثم رأينا يوم الفتح، ثم في حجة الوداع، كيف حطم النبي الأصنام، وبلغ رسالة ربه، بلاغا مبينا، وأشهد على ذلك المؤمنين جميعا، قائلا بعد كل مقطع من مقاطع خطبته:«هل بلغت؟
اللهم فاشهد..» .. ثم دعا الشاهدين أن يبلغوا من لم يشهد:«ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب» ..
ألا خرست ألسنة تقول في هذا القصص:«إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ» وألا خسىء وخسر المبطلون..، «إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ..»«٧٧- ٨٠: الواقعة»
الآيات:(١٩- ٢٥) [سورة العنكبوت (٢٩) : الآيات ١٩ الى ٢٥]