للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهم- مع هذا العلم- لا عذر لهم فى أن لم يؤمنوا بالله، بعد أن أراهم الرسول الكريم الطريق إليه، وهذا علم جديد قد جاء إلى العرب، ولم يكن لآبائهم شىء منه.

وقوله تعالى: «قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ» هو دعوة للنبىّ أن يحدّث هؤلاء المشركين عن الله، وأن يكشف لهم الطريق إليه.. أي قل: «هذا هو الله الذي أدعوكم إليه، فإن آمنوا فقد اهتدوا، وإن تولوا فإنما هم فى ضلال، يخوضون فيه خوضا.. فذرهم فى خوضهم يلعبون.

وقوله تعالى: «وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ» هو ردّ على القائلين: «ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ» فجاء تكذيب الله لهم، وردّه عليهم بقوله: «وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ» أي القرآن وهو كتاب «مبارك» فيه رحمة وهدى وخير لمن آمن به، واهتدى بهديه.. وهو «مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ» من كتب سبقته، وهما التوراة والإنجيل.

وقوله تعالى: «لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها» أم القرى هى مكة، وهى منارة الإسلام، ومتوجه كل مسلم فى صلاته وحجّه.. وهى بهذه المثابة أمّ بلاد الإسلام كلها، ومركز دائرتها، وهكذا تكون على هذا الوصف أبدا.

وقوله تعالى: «وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ» .

الضمير فى به، يعود إلى هذا الكتاب المبارك الذي أنزله الله، وهو القرآن.

وخصّ الذين يؤمنون بالآخرة، بالإيمان به، لأن من لا يؤمن بالآخرة، وما بعد هذه الدنيا من بعث وحساب، وثواب وعقاب، لا يؤمن بالله، ولا بكتاب الله، ولا يوقّر حرماته، ولا يقع فى قلبه خشية من منكر..

<<  <  ج: ص:  >  >>