للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على هيئة واحدة فى ملابس الإحرام.. الأمر الذي لا تشهد العين مثله إلا فى هذا الموطن! وقد أعلن هذا الأذان على الحجيج فى موسم الحج، سنة تسع من الهجرة، فى يوم عرفة أو يوم النحر..

وكان أبو بكر رضى الله عنه هو الذي ندبه الرسول، صلى الله عليه وسلم، أميرا على الناس يومئذ ليقيم لهم حجّهم..

وكان موسم الحج هذا العام، مجتمعا للمسلمين والمشركين، حيث يقيم المؤمنون حجّهم على الوجه الذي بيّنه الإسلام لهم، على حين يقيم المشركون حجّهم على ما كانوا عليه فى الجاهلية، وكان من عادتهم أن يطوفوا بالبيت عراة.. وقد آثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يشهد هذا المشهد الكريه من المشركين، فأقام أبا بكر مقامه فى هذا الموسم، وكان ذلك فى السنة التاسعة من الهجرة.. فلما كانت السنة العاشرة وطهّر الله المسجد الحرام من الشرك والمشركين، حجّ النبىّ حجة الوداع.

وما كاد أبو بكر ينفصل عن المدينة، فى طريقه إلى البلد الحرام، حتى تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ربّه هذه الآيات الأولى من سورة براءة.. فجعل إلى علىّ بن أبى طالب أن يؤدى عنه هذا الأمر، وأن يؤذّن به فى الناس يوم الحجّ الأكبر.. فركب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم «العضباء» ولحق بأبى بكر فى بعض الطريق قبل أن يدخل مكة، فقال له أبو بكر: أأمير أم مأمور؟ فقال: بل مأمور..!

فأقام أبو بكر للمسلمين حجّتهم..

وأذّن علىّ فى الناس بهذا الإعلان القرآنى من سورة براءة.

والسؤال هنا:

<<  <  ج: ص:  >  >>