للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن الإسلام ليتقبّل هذا الحكم فى غبطة ورضى، لأنه لن يكون إلا شهادة بيّنة الحجة، ساطعة البرهان، على أن هذا الدين هو دين الحق، دين الله، الذي أراده لخير الإنسانية وإسعادها.

إن العلم الحديث هو فرصة الإسلام، التي تتجلّى فيها معجزته، من جوانبها العلمية، والسياسية، والاجتماعية والاقتصادية، فيرى العقل الحديث منها أنه أمام معجزة قاهرة متحدّية، لا يملك إلا التسليم لها، والسجود بين يديها.. تماما كما تجلّت معجزته البيانية للأمة العربية، يوم كان سلطان البيان هو الذي يحكم هذه الأمة، ويستولى على مواطن الإدراك والشعور منها.. فآمنت به، وسجدت بين يديه..

وهذا هو كتاب الإسلام، وتلك هى حجته القائمة، ودستوره المسطور فى القرآن الكريم:

إنه يقدّم نفسه لكل من يريد النظر فيه، والتعرف إليه.. غير مستند إلى تأويل أو تفسير.. فلسانه أفصح من كل لسان، وبيانه أوضح من كل بيان.

فالذين يعرفون العربية، يعرفون طريقهم إليه فى غير عناء، ويضعون أيديهم على حقائقه من غير معاناة..

والذين لا يعرفون العربية، يمكن أن تترجم لهم حقائقه، كما تترجم الدساتير القانونية، والحقائق العلمية.. ولا عليهم إن فاتهم إعجاز الكلمة، ومعجزة البيان.. فإن الحقائق التي تصل إليهم من خلال الترجمة، كافية فى الكشف عن وجوه أخرى من الإعجاز، ممثلة فى محكم أحكامه، وروعة حقائقه، وخلود مقرراته..

والإسلام- فى يسره، وسماحته، ومواءمته للفطرة الإنسانية- قريب من كل نفس، واضح لكل ذى نظر، واقع فى فهم كل ذى فهم.. تلتقى عنده عقول

<<  <  ج: ص:  >  >>