ويقول سبحانه:«وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً»(٣٩: النور) .. فأى ميزان يقام لهؤلاء الضّالّين الكافرين، وليس لهم فى كفّة الصالحات شىء يوزن؟ وهذا ما يشير إليه قوله تعالى:«قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً»(١٠٣- ١٠٦: الكهف)[الجزاء الدنيوىّ.. وجزاء الآخرة] وسؤال آخر يعرض هنا، وهو:
لم كان الموت ثم البعث حتى يقع الجزاء؟ وهلّا كان الجزاء معجّلا فى هذه الدنيا حتى يكون أثره ظاهرا فى هذه الحياة، تتمثل فيه العبرة والعظة، ويقع به النفع لمن اعتبر واتعظ؟ ثمّ ما وقع هذا الجزاء المؤجّل، على هذا الإنسان الذي مات وصار رميما وترابا.. ثم يبعث بعد هذا الزمن الطويل الذي لا يعلم مداه إلا الله؟
والجواب على هذا السؤال أو تلك الأسئلة، نوجزه فيما يلى:
فأولا: لا شكّ أن هناك جزاء معجلا لكل عمل يعمله الإنسان، من