- فى هذا عزاء للنبى، وتسرية له، وتثبيت لفؤاده على طريق دعوته..
وترك النبي لبعض ما يوحى إليه، هو إمساكه دون مواجهة المشركين به، وذلك فيما يسوؤهم فى آلهتهم، أو فى أنفسهم، أو فيهما معا..
أما ما يضيق به صدر النبي فهو ما يرمونه به من كذب، وما يقترحون عليه من مقترحات، بأن يأتيهم بآيات مادية، تجابه حواسهم.. كأن ينزّل عليه كنز، أو يجىء معه ملك من السماء، يشهد له بأن الكتاب الذي معه، هو من عند الله! - وقد جاء قوله تعالى:«إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ» ردّا على المشركين، وعلى مقترحاتهم التي يقترحونها، وأن الرسول الذي جاءهم، إنما رسالته فيهم هو أن يبلغ ما أنزل إليه من ربه، وينذر الذين لا يؤمنون بالله، ولا برسوله، ولا باليوم الآخر.. «والله على كل شىء وكيل» أي قائم على كل شىء.. لا يملك أحد معه شيئا.. فليس للنبى أن يغيّر أو يبدّل فيما أمره الله بتبليغه إلى الناس، ولو كان فيه ما يسفّه أحلامهم، ويكشف ضلالهم.
هو حكاية لمقولة من مقولات المشركين فى القرآن الكريم، مما يضيق به صدر النبي، ويألم منه.. وهو قولهم إن هذا القرآن حديث افتراه محمد على الله، ونسبه إليه، وما هو إلا من أساطير الأولين، اكتتبها، فهى تملى عليه بكرة وأصيلا.
وقد أمر الله سبحانه وتعالى النبي الكريم أن يلقاهم متحديّا أن يأتوا «بعشر سور مثله مفتريات» .. أي إذا كان هذا القرآن من مفتريات «محمد»