كل قبيلة، إذ ألّف بينهم الضلال، فجمع أحزابهم التي تحزبت، واجتمعت على الوقوف فى وجه الدعوة التي يدعو إليها رسول الله..
- وفى قوله تعالى:«فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ.. إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ.. وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ» ..
تثبيت للنبىّ- صلوات الله وسلامه عليه- وشدّ لأزره، وربط على قلبه، وهو فى مواجهة هذه الموجات العاتية الصاخبة، من الضلال..
وليس النبىّ بالذي يرتاب أو يشكّ فيما بين يديه من آيات ربه، ولكن الذي يحتاج إليه وهو فى هذه المعركة، هو أن يمدّ من ربه بما يزيده يقينا، وثباتا.. ولهذا جاء بعد ذلك، قوله تعالى:«إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ» والنبىّ على يقين من الكتاب الذي معه، وبأنه الحق من ربه، ولكن المعركة المحتدمة بينه وبين تلك القوى العاتية تحتاج إلى أمداد سماوية يمده بها الله، فتكون أشبه بجنود السماء فى معركة بدر، التي أمده الله بها، وجعلها بشرى له وللمؤمنين، واطمئنانا لقلبه وقلب المقاتلين:«وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ»(١٠: الأنفال) .. ولهذا أيضا جاء قوله تعالى:«وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ» مشيرا إلى كثافة هذا الظلام المنعقد من الكفر والضلال حول دائرة النور والإيمان! ..
فالنبىّ- صلوات الله وسلامه عليه- محتاج فى هذا الموقف إلى أمداد من ربه، تثبت فؤاده، وتربط على قلبه، حتى يصمد فى هذه المعركة المحتدمة، ويصبر على ما يساق إليه من مكاره..