وحطّت- القافلة- رحالها- بعد لأى- على مقربة من الجب، وجعلت تعالج فى تثاقل أمتعتها، وتسوى رحالها، وتهيىء لها منزلا آمنا تجد فيه الراحة فى ظله..
- «فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ» ليرد الماء، وليستقى لهم منه.. والوارد، هو الذي يرد الماء.
- «قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ» .. لقد جاء الدلو الذي أدلاه فى الجبّ بما لم يكن يتوقع أبدا.. جاءه بالغلام الذي كان ملقى فيه..
وفى كلمات قليلة موحية معجزة، تطوى الأحداث طيا، فلا تعرض منها إلا تلك الشواهد التي تقوم منها معالم مضيئة، تتحرك بها أحداث القصة إلى نهايتها..
- «وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً» أي أخفوه فى أمتعتهم، وجعلوه بضاعة من بضاعتهم، يبيعونه فيما يبيعون من بضائع.. هكذا كان حكم من يقع من الآدميين حينئذ، فى يد من يظفرون به فى حرب أو سلم!.
- وفى قوله تعالى:«وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ» .. إشارة إلى أن هذا الذي يعملونه هو ما يقع فى علمه سبحانه وتعالى، وأنه- جل شأنه- غير غافل عما يحدث ليوسف، وفى هذا تطمين لتلك النفوس المشفقة على هذا الغلام، والتي لم تشهد عن بعد ما يكون من صنع الله به..