الذي نجا منهما: هو أحد صاحبى السجن، وهو الذي رأى أنه يعصر خمرا..
ادّكر: أي تذكر، وأصله اذتكر على وزن افتعل، فقلبت تاء الافتعال دالا لتقارب مخرجيهما، ثم أدغمت الذّال فى الدال، لأنها أخفّ منها، ويجوز أن يقال اذّكر، بإدغام الدال فى الذّال.
والأمّة: الجماعة من كل شىء والمراد بها هنا كتلة من الزّمن، أي زمن طويل.. ومنه قوله تعالى:«إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ»(٢٢: الزخرف) أي على مجموعة متضخمة من العادات والمعتقدات.
- وفى قوله تعالى:«وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ» إشارة إلى أنه قد عانى كثيرا من التفكير، حتى تذكر يوسف.. ففى الفعل «ادّكر» معالجة، ومعاناة، وعسر. وكذلك فى كلمة «أمّة» التي تجمع مقاطع متفرقة من الزمن! والسؤال هنا: كيف ينسى الرّجل وجه يوسف، وكيف بغيب عنه شخصه، وهو الذي كشف له عن رؤياه، وأراه منها وجه النجاة، بهذه البشرى المسعدة؟
ونقول- والله أعلم- إنه ربما كان للأيام التي قضاها الرجل فى السجن، والعذاب الذي أخذ به، والرعب الذي استولى عليه من الأهوال التي طلعت