فالسبيل التي استقام عليها النبىّ بأمر ربه، ودعا الناس إلى أن يأخذوا خطوهم عليها وراءه- هذه السبيل، هى سبيله، لا يحيد عنها، ولا يلتفت إلى غيرها..
وإنه ليدعو إلى الله على هدى ونور من ربه، فقد أبصر الحق، واستيقنه، وعرف الخير وطعم منه.. فهو يدعو الناس إليه، ليأخذوا حظهم من فضل ربهم، ولينزلوا منازل رحمته ورضوانه.. فمن اتبع الرسول، فقد عرف هذا الحق، وطعم من ذلك الخير، فكان على هدى وبصيرة..
- قوله «وَسُبْحانَ اللَّهِ» معطوف على مقول القول: «هذِهِ سَبِيلِي» أي قل هذه سبيلى، وقل سبحان الله، أي تنزيها لله عن الأنداد والشركاء..
وقل «وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ» الذين يجعلون مع الله آلهة أخرى..
وهذا ردّ على المشركين الذين ينكرون على النبىّ أن يؤذّن فيهم بكلمات الله، وأن يدعوهم إلى الله بما أوحى إليه من ربه.. فقد صورت لهم أوهامهم المضلّة، أن الرسول الذي يبعثه الله، ينبغى أن يكون على غير شاكلة الناس، كأن يكون ملكا من السماء، أو نحو هذا..
ولو أنهم نظروا إلى أبعد من مواقع أقدامهم، والتفتوا إلى ما حولهم، لرأوا أن رسل الله جميعا كانوا من البشر، وكانوا من أقوامهم، وبلسانهم.. «وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»(٤: إبراهيم) .
- وفى قوله تعالى:«مِنْ أَهْلِ الْقُرى» إشارة إلى تلك القرى، التي يرى المشركون من قريش مخلّفات من عمروها قبلهم من عاد وثمود.. وإلى هذه