وقوله تعالى:«وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ» هو البديل من المقابل لقوله تعالى: «أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ» فبدلا من أن يجىء النظم القرآنى هكذا: أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت أم تلك الأصنام الصماء الخرساء التي تعبدونها؟ - جاء قوله تعالى:«وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ» بدلا من هذا المقابل، الذي يعرض تلك الآلهة فى ميزان واحد مع الله سبحانه وتعالى.. وكان قوله تعالى:«وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ» مشيرا إلى هذا المقابل من طرف خفى، وعارضا له فى معرض الزراية والاستخفاف، كاشفا عن وجه هذه المعبودات التي يعبدونها، وأنها من صنع أيديهم، أو من مواليد أوهامهم وضلالات عقولهم..
«قُلْ سَمُّوهُمْ» هو تحد لهؤلاء المشركين أن يكشفوا عن وجه هذا الخزي الذي فى أيديهم، وأن يضعوا لهذه المواليد أسماء تعرف بها! فكما استولدوا هذه الآلهة من ضلالاتهم، كان عليهم أن يضعوا لكل مولود اسما!! ..
وفى مطالبتهم بتسمية آلهتهم تلك، إشارة إلى أنها أشياء غير معقولة، وغير متصوّرة، وأنها لا يمكن أن تكون لها أسماء دالة عليها.. إنها أوهام وخرافات وضلالات، فإذا أطلقت عليها أسماء، فهى إشارات عمياء، ليس بينها وبين مسمياتها صلة، من قريب أو من بعيد..
فالاسم عادة صفة من صفات المسمى، ودلالة من دلالاته.. فمن أسماء