ولهذا جاء قول الله هنا منبّها إلى تلك المرحلة التي قد يبلغها الأبوان من العمر، وما ينبغى أن يكون عليه سلوك الأبناء فيها معهما:«إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً» .
و «إمّا» أصلها «إن» الشرطية، «وما» الزائدة للتوكيد.
و «أفّ» صوت، يدل على الضجر، والضيق من قائله إلى المقول له..
ولا تنهرهما: النّهر: الزجر، والتعنيف فى الخطاب..
فالآية الكريمة، ترسم أدب الحديث مع الوالدين فى حال بلوغهما الكبر..
إن الأبوين فى حال الكبر لا يحتاجان إلى كثير من الطعام أو الكساء، أو غيرهما من متع الحياة، وإنما الذي يحتاجان إليه فى تلك الحال، هو الإحسان إليهما بالكلمة الطيبة، إذ كان أكثر ما يملكانه ويتعاملان به فى هذه الحال هو الكلام، أخذا، وعطاء..