، إشارة إلى أنهم اتجهوا إلى الله، ووضعوا أقدامهم على الطريق إليه، فاستقبلهم الله سبحانه وتعالى بألطافه على الطريق، ودفع بهم إلى مرفأ الأمن والسلامة.. وهذا يعنى أنه مطلوب من الإنسان أن يتحرك نحو الغاية التي يقصدها، فإن كانت حركته على طريق الخير، وجد من الله سبحانه العون والسداد، وإن كان على طريق الضلال والفساد، تركه الله لهواه، وأسلمه لشيطانه..!
- وفى قوله تعالى:«وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً» - فى هذا توكيد للعون الذي أمدّهم الله به، منذ أن اتجهت قلوبهم إليه، وانعقدت نيّاتهم على الإيمان به.
- وفى قوله تعالى:«إِذْ قامُوا» إشارة إلى أن ما تتجه إليه القلوب، وتنعقد عليه النيّات- وإن كان مقدّمة طيبة من مقدمات الفوز والنجاح- سيظلّ جسدا هامدا، حتى تنفخ فيه الإرادة، وينضحه العمل، فإذا هو كائن سوىّ الخلق، دانى القطوف.
وهؤلاء الفتية، لم يقفوا عند حدّ النيّة، بل «قاموا» أي تحركوا، وعملوا، فربط الله على قلوبهم تلك التي اتجهت إليه، وشدّ على هذه النيّات التي انعقدت على الإيمان به..
وإذ يتجه الفتية إلى الله هذا الاتجاه القوىّ الخالص من شوائب الشرك، وإذ تفيض قلوبهم إيمانا يباعد بينهم وبين قومهم، فلا يشاركونهم فيما هم فيه من ضلال الوثنية وسخافاتها- عندئذ يجدون أنهم غرباء فى قومهم، معرضون للسخط، والإزدراء، ثم القطيعة، ثم الطرد، وربما القتل! إنهم قلة صالحة فى مجتمع فاسد.. فليطلبوا لهم وجها فى الأرض.. والا ساءت