فى هذه الآيات، وما بعدها، قصة عجيبة، وحدث عجب، بين موسى، والعبد الصالح.. حيث تجرى الأحداث فى متّجه على غير مألوف الحياة، وما اعتاد الناس أن يجروا أمورهم عليها..
وقبل أن نلتقى بآيات الله، وما تحدث به عن تلك القصة، نودّ أن نشير إلى أمور:
أولها: أن هذه القصة لم تذكرها التوراة.. ومن ثمّ فقد أنكرها اليهود وأنكروا أن يكون «موسى» المذكور فيها هو موسى بن عمران رسول الله..!! وهذا ما جعل كثيرا من المفسّرين يقيمون لهذا الإنكار من اليهود وزنا، ويجعلون من مقولاتهم عن «موسى» هذا، أنه رجل آخر غير موسى ابن عمران، ثم يحاولون أن يجعلوا له نسبا لا يتفقون عليه.. فهو عند بعضهم موسى بن مشيا بن يوسف بن يعقوب، وعند آخرين، هو موسى بن أفرائيم بن يوسف.. إلى كثير من تلك المقولات التي لا حدود لها..
وهذا كله مردود على أهله، سواء اليهود، أو من جعل لمقولاتهم حسابا فى هذا المقام..
فليس فى القرآن الكريم أىّ ذكر فى غير هذا الموضع لموسى، غير موسى رسول الله، فإذا ذكر «موسى» فى أي موضع من القرآن، فهو «موسى» رسول الله، ما دام ذكره مجردا من كل وصف خاص، يفرّق بينه وبين موسى رسول الله.