تستعرض هذه الآية الكريمة أمجاد الله وعظمته وقدرته، ليكون من هذا العرض الكاشف مجلّى لأبصار المستبصرين، ونور لبصائر الراشدين، حتى يتعرفوا على الله، ويؤمنوا به، ويخبتوا له، ليرشدوا ويسعدوا.
فالله هو الذي لا إله إلا هو.. وكل ما يعرف الضالون من أرباب وآلهة غيره، ضلال فى ضلال.
والله- سبحانه- هو الحىّ حياة أبدية سرمدية. لم يسبقه عدم، ولا يلحقه فناء.
والله- سبحانه- هو القيوم، المالك لكل شىء، والقائم على كل شىء، والمهيمن على كل شىء.
والله- سبحانه- منزه عن العوارض التي تعرض للمخلوقات، فلا يعرض له تعب أو كلال، ولا يلحقه سهو أو نسيان، ولا تأخذه سنة ولا نوم.. مما يأخذ الناس من جهد العمل.
والله- سبحانه- له ملك السموات والأرض وما فيهن، يدبرها بحكمته، ويسعها بعلمه.
والله- سبحانه- قد بسط سلطانه على السموات والأرض، ووسع كرسيه السموات والأرض.
والله- سبحانه- هو العلى العظيم، الذي لا يطاوله فى علوه أحد، ولا يشاركه فى عظمته أحد.. هكذا يتجلّى الله سبحانه فى عظمته وجلاله، وفى حكمته وعلمه، وفى قدرته وحياطته، وفى ملكه وسلطانه- هكذا يتجلّى لمن نظر فى هذا الوجود، وهكذا يتجلّى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.