ويتلقى موسى أمر ربه بلقاء فرعون.. ويقع اسم فرعون من نفسه موقعا يثير الرعب والفزع.. إنه فرعون بجبروته، وعتوه!! فيضرع إلى الله أن يعينه على مواجهة هذا البلاء، وأن يذهب ما به من اضطراب وفزع! «قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي» حتى يتّسع لامتثال أمرك، ويتقبله قبولا حسنا، فلا يضيق به، ولا يجد حرجا منه..
«وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي» .. فإن الموقف خطير، والأمر عظيم.. فإذا لم يكن منك العون والتيسير، فلا طاقة لى به، ولا حيلة لى فيه..
«وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي» أي امنحني بيانا وقدرة على محاجّة فرعون، وغلبته، حتى يفقه هو والملأ من حوله، قولى، ويعقلوه، وحتى لا تأخذهم العزّة بالإثم، فلا يقبلوا قولا، ولا يتمهلوا حتى أبلغهم ما أرسلت به إليهم، وأسمعهم إياه، بل يعاجلوننى بالردّ، وربما بالعقاب قبل أن أبلّغ رسالة ربى.
«وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي» .. أي واجعل لى معينا يعيننى على أداء رسالتى إلى فرعون، وليكن هذا المعين هو هرون، أخى، فهو بحكم عاطفة الأخوة حريص على سلامتى، يقف إلى جانبى فى ساعة العسرة، ولا يتخلّى عنىّ..
والوزير، هو المعين المساعد، وهو من المؤازرة، والمعاونة..
«اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي» أي اجعله ردءا لى، يقوّى ظهرى.. واجعله شريكا لى فى هذا الأمر الذي ندبتنى له، وأكرمتنى به..