«أم حبيبة» زوج النبي، وبنت أبى سفيان، يدخل عليها أبوها في منزلها بالمدينة، قبل أن يدخل في الإسلام، وكانت قريش قد بعثته، ليوثّق الهدنة التي كانت بينها وبين المسلمين وليزيد في مدتها..
وليس هذا، هو المهم.. وإنما المهم هو الآنى:
عند ما دخل أبو سفيان على ابنته أم حبيبة، أراد أن يجلس، ولم يكن فى البيت غير فراش الرسول شىء يمكن أن يصلح للجلوس.. فهمّ أن يجلس على هذا الفراش، ولكن ابنته ردته عنه، وطوته دونه.. فعجب لذلك، وقال: يا بنية.. ما أدرى أرغبت بي عن هذا الفراش، أم رغبت به عنى؟
قالت بل هو فراش رسول الله صلّى الله عليه وآله، وأنت رجل مشرك..
نجس.. ولا أحب أن تجلس على فراش رسول الله! فقال: والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر «١» !!» .
والصورة في غنى عن كل تعليق. وحسبنا أن ننظر فنرى أبا سفيان سيد قريش، يدفع عن أن يلمس فراش رسول الله، ثم أن تكون اليد التي تدفعه، هى يد ابنته.!
وليس هذا الحب والتقدير للنبى، وقفا على أتباعه، بل إن كثيرا من أحرار العقول والقلوب، من مفكرى الغرب، قد انتصروا للحق، فرأوا «محمدا» على صورة أقرب إلى تلك الصورة التي يراها عليه أكثر أتباعه معرفة به، وحبا وإكبارا له..