للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى مالله سبحانه وتعالى من علم، وهذا ما يدل عليه تنكير كلمة «علم» ..

فهو علم قليل قليل، مما عند الله من علم..

وفي قوله تعالى: «وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ» - إشارة أخرى إلى أن العلم الذي كان عندهما، هو وإن علوا به عن كثير من عباد الله، فإن في عباد الله من أوتى علما أكثر من علمهما.. فهما أكثر من كثير من الناس علما، وأقل من بعض الناس علما..

والله سبحانه وتعالى يقول: «وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ» (٧٦: يوسف) وبهذه النظرة كانا ينظران إلى علمهما، وأنهما لم يستوليا على غاية العلم، مما هو متاح للناس، وإنما أخذا حظا كبيرا من هذا العلم.

قوله تعالى:

«وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ، وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ» .

ميراث سليمان لداود، هو وراثة الملك من بعده، دون إخوته.. ثم اختياره للنبوة، فى قومه، كما كان أبوه نبيا فيهم.. فالملك وراثة، والنبوة اصطفاء، لا ميراث. وقد جمعهما الله سبحانه لسليمان، كما جمعهما لداود..

فتلقى سليمان من الله ما كان لداود من ملك ونبوة، وكان بهذا قد ورث أباه فى كل ما كان له من ملك ونبوة.

وقوله تعالى: «وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ» .. هو تحدث بنعمة الله عليه، واستعراض لهذه النعم التي أسبغها الله عليه، ليكون في ذلك داعية له إلى القيام بشكرها، ورعايتها حق الرعاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>