هو لسان الوجود كله، يسبح بحمد الله.. ينطق به الرسول- صلوات الله وسلامه عليه- وينطق معه كل مخلوق.. فإن لم ينطق به المشركون والكافرون في هذه الدنيا، لما ران على قلوبهم من زيغ، وما غشى على أبصارهم من ضلال، فإنهم سيحمدون الله سبحانه، حين ينكشف لهم الغطاء بعد الموت، ويرون آيات الله، ويعلمون أنها الحق من ربهم..
فقوله تعالى:«سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها» - هو جواب عن سؤال يرد على خواطر المشركين والكافرين في هذه الدنيا، حيث ينكرون الله، وينكرون ما يحمد عليه.. فيقولون: من نحمد؟ وعلام نحمد؟ فيلقاهم الجواب:
«سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها» أي إذا جهلتم الله الآن وأنكرتموه، وأنكرتم نعمه عليكم، فإنكم في الدار الآخرة، سترون آياته، وترون الحق الذي جهلتموه، ويومئذ تعرفون قدر الله، وجلاله، وعظمته، وما أفاض عليكم من نعم، فلا تملكون غير الحمد لله رب العالمين..
وهذا ما يشير إليه قوله تعالى:«وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ»(٧٥: الزمر) وفي قوله تعالى: «سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها» وعيد لهؤلاء الضالين، يوم ينكشف لهم وجه الحق ويرون ما كانوا فيه من ضلال وعمى.. ومن تلك الآيات