للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ»

(٢٦: الحديد) .. فمن ذرية هذين النبيين الكريمين كان أنبياء الله جميعا..

وأما «الكتاب» - فهو الرسالة السماوية التي يتلقّاها النبيّ من ربّه، وبهذا يكون نبيّا ورسولا..

وهذا يعنى أن الأنبياء والرسل من بعد إبراهيم كانوا من ذرّية هذا النبيّ الكريم..

قوله تعالى:

«وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ» .

الفهم الذي أستريح إليه في قوله تعالى: «وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ» .. أنه معطوف على قوله تعالى: «وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ» .. وفي هذا ما يشير إلى أن لوطا هو من بعض الهبات الجليلة التي وهبها الله إبراهيم عليه السلام، على ما أشرنا إليه من قبل.

وعلى هذا، يكون الظرف في قوله تعالى: «إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ» متعلّقا بالفعل «ووهبنا» وهذا يعنى أن هذه الهبة لم تظهر على وجهها الصحيح إلا بعد أن تلقّى «لوط» النبوّة من ربّه، وحمل الرسالة إلى قومه..! ولعل فى هذا ما يكشف عن السرّ في عروج الملائكة المرسلين من عند الله إلى لوط- على إبراهيم، وإخبارهم إياه بما أرسلوا به إلى قوم لوط من مهلكات، وما كان من تلهف إبراهيم على لوط، وخوفه أن يناله من سوء إذا دمّرت القرية التي هو فيها، فيقول إبراهيم في لهفة: «إِنَّ فِيها لُوطاً!!» .. فكان جواب الملائكة: «نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها.. لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>