الله هى التي أدركت بعض هؤلاء المنافقين، وعدلت بهم عن طريق النفاق..
وإذن فليطلب المنافق من هؤلاء المنافقين السلامة لنفسه، وليسع سعيه ليكون ممن يتوب الله عليهم.. وليعلم أن في هؤلاء المنافقين من هو من أهل العذاب، وأن عليه أن يحذر ما استطاع أن يكون منهم..
ثم ليعلم قبل هذا كله، أن الأمر لله سبحانه وتعالى، من قبل ومن بعد، وأن المطلوب منه، هو أن يعمل على سلامة نفسه، وأن يطلب الخير لها..
وليس له أن يعلم ما الله سبحانه وتعالى قاض فيه! فذلك لله وحده، لا شريك له فيه.
- وفي قوله تعالى:«إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً» إطماع في رحمة الله، وفي مغفرته للعصاة والمذنبين، أيّا كان ما هم فيه من ضلال.. فرحمة الله واسعة، ومغفرته عامة، لمن طمع في رحمته ومغفرته، وعمل على مصالحة ربّه، والتوب إليه.
«الواو» للاستئناف، ومتابعة عرض الأحداث لقصة الأحزاب، بعد هذا الاعتراض بتلك التعقيبات على ما ذكر من أحداثها..
فقد ردّ الله الأحزاب «بغيظهم» فهذا الغيظ هو محصّلهم من هذه الغزوة التي كانوا يمنّون أنفسهم فيها بالنصر والغنيمة.. فبدلا من أن يعودوا إلى أهليهم محمّلين بالغنائم، وبأهازيج الفرح والزهو، عادوا يحملون الغيظ والكمد، ويتلفعون بالخزي والذلة..