فإنهم سيرجعون إلى الله، وسيلقون جزاء ما كانوا يعملون.. فكما ماتوا بصيحة واحدة، فإنهم سيبعثون كذلك بنفخة واحدة.
والصور: هو قرن ينفخ فيه، فيحدث صوتا عاليا..
والأجداث: جمع جدث، وهو القبر.
وينسلون: أي يخرجون مسرعين من القبور.
قوله تعالى:
«قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا؟ هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ» .
وتأخذ المفاجأة المشركين والكافرين، لأنهم كانوا لا يتوقعون نشورا، فيفزعهم هذا البعث، ويتنادون بالويل.. لأنهم لا يدرون ماذا يراد بهم فى هذا العالم الجديد الذي أخذوا إليه؟ ويأخذهم العجب من تلك اليقظة التي أخرجتهم من هذا النوم الطويل.. «مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا» ؟ ويجيئهم الجواب:«هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ» .. هذا ما كنتم به تكذبون! قوله تعالى.
«صيحة» خبر كان منصوب، واسمها ضمير يعود على الصيحة فى قوله تعالى:«ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ» .. أي ما كانت الصيحة إلا صيحة واحدة، أخرجتهم من قبورهم، ثم جمعتهم فى المحشر بين يدى الله..