هو عرض لقدرة الله، وتذكير بآلائه، ونعمه على عباده..
فهذا الماء، ينزل من السماء بقدرة القادر، ثم يأخذ مسالكه فى ظاهر الأرض، وباطنها، فيكون على ظهر الأرض جداول وأنهارا، ويكون فى باطنها شرايين، تتجمع، ثم تتفجر منها العيون، ومن ماء الأنهار والعيون، يخرج الزرع مختلف الألوان، والثمار.. وهذا الزرع يأخذ دورة فى الحياة كدورة الكائن الحي، ينتقل من طور الطفولة إلى الشباب، فالكهولة، فالشيخوخة، فالموت..
وهيجان النبات: فورانه، وبلوغ أشدّه.. أشبه بفوران الشباب وهيجانه..
وفى العطف بالفاء فى قوله تعالى:«فَتَراهُ مُصْفَرًّا» . إشارة إلى قصر الزمن بين شباب الزرع وشيخوخته..
وفى العطف بثم فى قوله تعالى:«ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً» - إشارة إلى الزمن بين اصفرار النبات، وجفاف ماء الحياة منه، وهو زمن أطول بالنسبة إلى الزمن بين هيجانه واصفراره..