فالنفس هنا، وفى مواضع أخرى كثيرة من القرآن، هى الإنسان العاقل، المكلف، وهى الإنسان الذي يتوقع منه الخير أو الشر، والهدى أو الضلال..
ثم هى الإنسان بجميع مشخصاته، جسدا وروحا! ..
ومرة أخرى.. ما هى النفس؟
والجواب الذي نعطيه عن هذا السؤال هو مستمد من القرآن الكريم، بعيدا عن مقولات الفلاسفة، وغير الفلاسفة ممن لهم حديث عن النفس «١» .
وعلى هذا نقول:
يشخّص القرآن الكريم النفس، ويجعلها الكائن الذي يمثل الإنسان أمام الله، بل وأمام المجتمع أيضا..
فالقتل الذي يصيب الإنسان هو قتل للنفس، كما يقول سبحانه:«وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ»(٢٩: النساء) ويقول جل شأنه: «مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً»(٣٢: المائدة) .
وفى مقام القصاص تحسب «النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ»(٤٥: المائدة) .
(١) من أراد النظر فى هذا الموضوع على الآراء المختلفة فى النفس أو الروح، أو العقل، فليرجع إلى كتابنا قضية الألوهية (الجزء الثاني) .. (الله والإنسان) .