ومناسبة هذه الآية لما قبلها، أن الآية السابقة أشارت إلى ما يصيب الناس من خير وشر، وقد أضافت الخير إلى الله سبحانه، وأضافت الضرّ إلى كسب الناس، وحتى لا يقع فى وهم الناس- وخاصة من لا يعرفون الله ولا يقدرونه حقّ قدره- أن ما يصيب الناس من ضرّ هو مسوق إليهم من عند غير الله- حتى لا يقع هذا الوهم، جاء قوله تعالى:«لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» ليدفع هذا الوهم، وليقرر أن كل ما فى السموات وما فى الأرض، وما يجرى فيهما من أمور- هو من عند الله:«قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ»(٧٨: النساء) ..
فالله سبحانه يخلق ما يشاء، ويهب ما يشاء لمن يشاء.. فيعطى ويمنع، ويثيب ويعاقب..
فهذا بعض تصريف الله فيما تتعلق به نفوس الناس، من حبّ الولد..
فبعض الناس يهبهم الله إناثا، وبعضهم يهبهم ذكورا، وبعضهم يهبه الذكور والإناث معا:«يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً» أي يجعلهم أزواجا، ذكرا وأنثى، لا أن يتزوج بعضهم بعضا، وقد جاء النص القرآنى:«ذُكْراناً وَإِناثاً» للإشارة إلى ما يقع فى نسبة الذكور والإناث من اختلاف، عند من يرزقون الذكور والإناث.. فقد يرزق الإنسان ذكرا وأنثى، أو ذكرا وعددا من الإناث، أو عددا من الذكور وأنثى، أو أعدادا متساوية من الذكور والإناث..
وقوله تعالى:«وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً» - إشارة إلى الصنف الرابع