للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إيمانا بالله، ويقينا بدينه، حيث ترون آثار لطف الله سبحانه، وشواهد قدرته..

قوله تعالى:

«وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً» ..

الأخرى: هى مكة..

وقوله تعالى: «لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها» صفة لمكة..

والمعنى، أنه إذا كان لكم فى مغانم خيبر، وفى غلبكم عليها- إذا كان لكم فى ذلك آية، فإن لكم فى أهل مكة آية أخرى، إذ كان المشركون فى صراع طويل معكم، وكانت الحرب بينكم وبينهم سجالا، وأنكم لم تقدروا أن تنالوا منهم الاستسلام لكم.. ثم هاأنتم هؤلاء ترون وقد جئتموهم لغير حرب، وفى عدد قليل، ومع هذا فقد ذلّوا بين أيديكم، وطلبوا عقد هدنة معكم، وليس ذلك إلا لأن الله سبحانه وتعالى قد أحاط بهم، وأخذ على أيديهم، وأوقع الرعب منكم فى قلوبهم..

قوله تعالى:

«وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً» ..

أي أنكم أيها المؤمنون لا تقاتلون عدوكم بكثرتكم، ولكن تقاتلونهم بإيمانكم بالله، وتوكلكم عليه، وإخلاص نيتكم له، وهذا هو ضمان النصر لكم من ربكم..

<<  <  ج: ص:  >  >>