الظنّ: ما يقع فى نفس الإنسان من تصورات للأمر، من واردات خيالاته، وأوهامه، دون أن يكون بين يديه دليل ظاهر، أو حجة قاطعة..
والظنون التي ترد على الناس كثيرة لا تحصى، إنها خواطر تتردد فى صدور الناس، ويكون لها دور كبير فى تصرفاتهم..
ولهذا جاء النهى باجتناب كثير من الظن، لا كلّ الظن، وهذا يعنى ألا يأخذ الإنسان بكل ما يقع له من ظنون، بل يجب أن يكون حذرا فى مواجهة كل ظن، وعليه أن يمحصه كما يمحص النبأ الذي يرد عليه من فاسق.. فإن مورد الظنون متّهم، لأنه مورد يقوم عليه هوى النفس، ووساوس الشيطان..
وفى الحديث:«إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا..» وفى المأثور: «الظنّ أكذب الحديث» : أي أن الأحاديث الواردة من موارد الظنون، هى أحاديث يغلب عليها الكذب أكثر من أي أحاديث أخرى..
وفى قوله تعالى:«إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ» - إشارة إلى أن بعض الظن، هو الذي يقع تحت حكم المنهي عنه، لأنه إثم، إذ كان قائما على باطل، وفى الحديث:«إذا حسدت فاستغفر، وإذا ظننت فلا تحقّق، وإذا تطيرت فأمض» ..