والجواب على هذا ما أشرنا إليه من قبل فى سورة «الرحمن» ونقول هنا، إن كلا من أهل النعيم وأهل الجحيم، ينزل منزله من النعيم أو الجحيم..
وأنه كما انقسم أهل النعيم إلى فريقين.. هما السابقون، وأصحاب اليمين، كذلك ينقسم أصحاب الجحيم إلى منازل، وكل منزلة إلى فرق..
ولا شك أن فى كل منزل من منازل النعيم ألوانا، وصورا من النعيم ليست فى غيره، وأن أهل كل منزلة لهم نعيمهم، كما أن لكل واحد فى كل منزل له نعيمه، دون أن يشعر أىّ من أصحاب النعيم فى أية منزلة ينزلها أنه فى حاجة إلى نعيم فوق النعيم الذي هو فيه، إذ كانت طاقته لتقبّل النعيم، مقدورة بقدر منزلته عند الله..
فالسابقون مثلا، قد جعل الله لهم من الطاقات على تقبّل ألوان وصور من النعيم ليست لغيرهم من أهل الجنة.. كما أن هؤلاء السابقين ليسوا على درجة واحدة فى تقبّلهم لصور هذا النعيم وألوانه..
ولنضرب لهذا مثلا من الحياة الدنيا..
هناك مائدة حافلة بألوان الطعام، قد حشد فيها كل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وقد دعى إليها عشرات من الناس، يتناولون منها ما يشاءون..
هنا تختلف أحوالهم على هذه المائدة، فمن بين هؤلاء من فتحت شهيته لكل ما على المائدة، من ألوان الطعام، يظل يغدو ويروح، بين قديد وشواء، وحامض وحلو، لا يرفع يده عن طعام إلا ليمدها إلى طعام.. وهكذا يظل فى خضم وقضم ساعات وساعات.. هذا على حين أن هناك كثيرين