للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما بقي، فيه رضىّ لهم، كما أن فيما ترك القوم من ديار ومتاع، عوضا من هذا النخل الذي قطع.. وخاصة أن ما وقع لأيديهم قد جاءهم صفوا عفوا لم يوجفوا عليه بخيل ولا إبل، ولم يقاتلوا فى سبيله.

وثانيهما: أن هذا المال، الذي لم يقاتل عليه المسلمون، لا ينطبق عليه حكم الغنائم، التي يكون لله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، خمس ما غنموا، ويكون للمقاتلين أربعة الأخماس الباقية- فهذا المال الذي لم يقاتل عليه المسلمون، لا يقع تحت هذا الحكم، وإنما هو كله لله وللرسول، ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل..

أي أنه يكون فى يد الرسول، أو يد ولىّ الأمر القائم على المسلمين، ينفقه فى هذه الوجوه.

قوله تعالى: «وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ» أي أن هذا النصر الذي وضعه الله بين أيديكم، هو من عند الله، لم تعملوا له بخيل ولا إبل، ولم تنالوه بقوة السلاح، ولكنه أتاكم بتأييد من الله سبحانه لرسوله، وتمكين لكم من السلطان والغلب على من يشاء من عباده.. فهكذا يؤيد الله سبحانه وتعالى رسله، وينصرهم، ويجعل لهم سلطانا على الناس، بما يضع فى أيديهم من معجزات، وبما يمدهم به من جنود لا يعلمها إلا هو، تحارب معهم، وتلقى الرعب فى قلوب أعدائهم..

فقوله تعالى: «يُسَلِّطُ رُسُلَهُ» أي يجعل لهم سلطانا.. فالتسلط هنا من السلطان، ومن هذا قوله تعالى: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ» (٩٦: هود) .. أي تسلط على فرعون، وقهر له.

<<  <  ج: ص:  >  >>