وقوله تعالى:«فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ» أي فلما انحرفوا، ومالوا عن طريق الحق، أمال الله قلوبهم نحو هذا الضلال، وأغرقهم فيه، لأنهم فسقوا «وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ» الذين يلبسون ثوب الحق ثم ينزعونه عنهم، ويخرجون منه.. فقد هداهم الله إلى الحق، ثم خرجوا من هذا الهدى، وآثروا الظلام والضلال.. فهم بهذا يخالفون الله عن عمد، وعن علم.. ومن كان هذا شأنه، فهو على عداوة متحدية لله، والله لا يهدى من يعاديه..
وفى ذكر كلمة القوم فى قوله تعالى:«وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ» بدلا من أن يقال «والله لا يهدى الفاسقين» - فى هذا إشارة إلى أن المراد بهذا، هم قوم مخصوصون، وهم هؤلاء القوم، أي اليهود..