للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأن فجاج الأرض وهى عريضة ... على الخائف المكروب كفّة حابل

وقوله تعالى: «هُمُ الْعَدُوُّ» خبر كاشف عن حقيقة هؤلاء المنافقين، وأنهم على ما يبدو منهم، من ظاهر مغلّف بالتلطف والتودّد- هم العدوّ، الذي تتجسم فيه العداوة كلها، حتى لكأنهم العدوّ وحدهم للنبىّ، دون الناس جميعا..

وقوله تعالى: «فَاحْذَرْهُمْ» هو تعقيب على هذا الخبر عن المنافقين، وأنه إذ علم أنهم هم العدوّ الذي يخفى وراء ظاهره، كيدا، ويضمر فى باطنه سوءا- فيجب الحذر منهم، والحيطة من الأمان لهم، والاتهام لكل قول يقولونه، أو ودّ يظهرونه..

وقوله تعالى: «قاتَلَهُمُ اللَّهُ» .. هو دعاء عليهم، يحمل التهديد لهم من الله سبحانه وتعالى، بأنهم فى معرض النقمة من الله، وأن حربا من الله أعلنت عليهم، وأنه ليس وراء حرب الله لهم إلّا الهلاك المبير، والخسران المبين..

وقوله تعالى: «أَنَّى يُؤْفَكُونَ» استفهام يراد به الإنكار عليهم لهذا الطريق الذي أخذوه إلى مواقع الضلال.. أي كيف يصرفون عن الحق إلى الباطل، وعن الهدى إلى الضلال.

قوله تعالى:

«وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ» .

أي أن من أمارات هؤلاء المنافقين، أنهم إذا دعوا إلى طريق الحقّ نفروا، وإذا نصح لهم ناصح بأن- يعرضوا أنفسهم على رسول الله ليستغفر لهم- «لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ» .. أي أداروا رءوسهم، يمينا وشمالا، فى حركة مجنونة، حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>