أي أن هذه القرية- ومثلها كثير من القرى الظالمة العاتية- قد ذاقت عاقبة أمرها الوبيل، وتجرعت كئوس العذاب، فكانت نهايتها الخسران المبين فى الدنيا حيث دمر الله عليها وعلى أهلها..
أي، وإذا كان مصير هذه القرى العاتية الظالمة، هو الخراب والدمار فى الدنيا، فإن ذلك ليس هو نهاية مطافها، وإنما هناك عذاب الآخرة الذي أعده الله لأهلها، وهو عذاب شديد، لا يقاس به ما حلّ بهم من عذاب فى الدنيا.
وفى الحديث عن القرية فى قوله تعالى:«فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً» ثم الحديث عن أهلها فى قوله تعالى: «أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ..»
فى هذا تفرقة بين حالين: فالحال الأولى فى الدنيا، حيث تشهد القرية مصارع أهلها، وحيث يشملها من الخراب والدمار ما يجعلها بعضا من هؤلاء القوم الذين وقع بهم عذاب الله. ولهذا جاء الحديث عن القرية.
أما الحال الثانية، التي تتحدث فيها الآيات عن القوم، فهى عن حالهم فى الآخرة، حيث لا قرى لهم، وحيث يلقون العذاب ولا شىء معهم مما كان لهم فى الدنيا من مال، ومتاع، وديار، ولهذا جاء الحديث عن أهل هذه القرية.
وقوله تعالى:«فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ» .. هو إلفات لأهل العقول