هو بيان لحال من أوتى كتابه بيمينه، وللجزاء الحسن الذي يلقاه يوم القيامة..
إنه سيكون فى عيشة راضية، أي فى حياة طيبة، يجد فيها الرضا كله، فى جميع أحواله..
وفى وصف العيشة بأنها هى الراضية، إشارة إلى أن حقيقة هذه العيشة هى الرضا نفسه، الذي يسع النفوس جميعا، على اختلاف مقاماتها ومنازعها..
وهذا أبلغ- فى مقام الرضا- من أن يكون الوصف بالرضا لمن يعيش فى المعيشة.. فقد يرضى الإنسان بلون من المعيشة، هى فى حقيقتها معيشة تافهة حقيرة، تأباها كثير من النفوس الكبيرة، وتراها شقاء وبلاء إذا هى حملت عليها..
فمن الناس من تكفيه اللقمة يشبع بها بطنه، ويراها أملا مرجوّا، إذا تحقق له، سعد به، ورضى عنه، وإن كان ذلك من فتات موائد القمار، والعهر، أو من شباك النصب والاحتيال، أو من صدقات المتصدقين، وإحسان المحسنين.. على حين أن كثيرا من الناس لا يرضيهم من العيش إلا أن يكونوا فى مقام الصدارة والسيادة، وإلا أن يضعوا فى أيديهم كل أسباب الملك والسلطان.
وهكذا تبدو المسافة بعيدة غاية البعد، بين ما يحقق الرضا لبعض النفوس، وما يحققه لبعض آخر منها..