أي بهذا السمع والبصر، وما يفعلان فى الإنسان، وما يكشفان له من حقائق- أراه الله سبحانه وتعالى، السبيل الذي ينبغى أن يسلكه، وأقام له على هذه السبيل المعالم التي يقيم بها خطوه عليها، بما بعث إليه من رسل، وما شرع له من شرائع، وما بيّن له من أحكام.. وهنا يترك له الخيار فيما هو صانع بنفسه، فيتقدم أو يتأخر، ويستقيم أو ينحرف، ويشكر، أو يكفر، كما يقول سبحانه على لسان سليمان عليه السلام:«هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ.. وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ»(٤٠: النمل) وكما يقول سبحانه فى آخر هذه السورة: «لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ» ..