إليه اجتهاده.. وهنا لا بأس أن يختلف المفسرون، إذ ليس قول أحدهم حجة على الآخرين.. وذلك على خلاف ما إذا نسب التفسير إلى أحد من صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإنه إذا ثبتت نسبته إليه كان حجة علينا.
والرأى الذي نرتضيه من آراء المفسرين فى تفسير كلمة «المرسلات» هو القول بأنها الرياح، فقد جاءت كلمة «العاصفات» بعدها قرينة قوية على أنهما من مورد واحد، وإن اختلفا قوة وضعفا..
فقد جاء فى القرآن الكريم وصف الريح بهذا الوصف، فقال تعالى:
وهناك قرينة أخرى، وهى أن القرآن الكريم قد أكثر من لفظ أرسل، ويرسل عند الحديث عن الرياح، كما يقول سبحانه:«وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ»(٥٧: الأعراف) وقوله سبحانه: «وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ»(٢٢: الحجر) وقوله تبارك اسمه: «فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ»(٦٩: الإسراء) ..
فقوله تعالى:«وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً» هو قسم بالرياح المرسلة من عند الله، فى هبوب دائم، على الوجه المعروف للناس من الرياح..
وقوله تعالى:
«فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً» ..
هو حال من أحوال الرياح، حين يشتدّ هبوبها، فتتحول إلى عواصف..