للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطاب للنبىّ صلى الله عليه وسلم، ولكل متابع له، مستجيب لدعوته..

أي اجعل- أيها النبىّ- عيادك، ولجأك متعلّقا بربّ المخلوقات، مقصورا عليه وحده.

والعياذ، إنما يكون من الشرور، والمكاره، التي يلقاها الإنسان على طريق حياته، وهى تتوارد على الإنسان من المخلوقات، سواء أكانت من عالم الأحياء أو غير الأحياء،، وسواء أكانت منظورة، معلومة، أو خفية مجهولة.. ولهذا جاء قوله تعالى:

«مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ» .

فهذا هو المستعاذ بالله من شرّه، وهو المخلوقات على إطلاقها.

والمخلوقات كلها لله سبحانه، وهى من صنعة يده، وهو وحده سبحانه القادر على دفع شرّها، وردّ بأسها، سواء أكانت من قوى الطبيعة، أو من الحيوان أو الإنسان..

وليست المخلوقات شرّا. وإنما هى خير فى ذاتها، وفى نظام الوجود العام، الذي يأخذ فيه كل مخلوق مكانه من بنائه، ولو أخلى مكانه لاختلّ نظام الوجود واضطربت مسيرته.

ومن جهة نظر الإنسان إلى المخلوقات، فإنه ليس كل المخلوقات شرّا، بل إن معظمها هو خير، يعيش فيه، وبنعم به، وحتى ما يراه هو من بعض المخلوقات شرّا خالصا، ليس بالشرّ الخالص، وأنه لو أنعم النظر فيه لوجد بعض الخير قائما إلى جانب هذا الشر.. فالمخلوقات خيرها كثير، وشرها بالإضافة إلى الإنسان فى ذاته، قليل.

فالمستعاذ منه هو هذا الشر القليل إلى جانب الخير الكثير، والمراد

<<  <  ج: ص:  >  >>